Saturday, May 4, 2013

المعارضة الشيعية : هكذا يكون كسر الاحتكار



لا أدري كيف يفسر منكرو المؤامرة، فضلاً عن نظريتها، كيف يُكتب كل هذا الكمّ الهائل من المقالات والتحقيقات و«الخبريات» عن الشيعة في لبنان، وأغلبها يتوخى النيل منهم، من اجتماعهم، من اقتصادهم، من مغتربيهم، من مناطق انتشارهم، حتى من أخلاقهم، وقبل كل هذا وبعده، من مقاومتهم، التي يريد البعض أن يسلّم أنهم احتكروها، في أن منطق الاحتكار يفترض تحصيل غنيمة ما، بل غنائم، محض غنائم يحققها المحتكِر من عائدات المحتكَر، والمشكلة كانت ولا تزال في الافتراض، عند الشيعة وعند غيرهم على حدٍّ سواء، أن إنجازات المقاومة يُمكن احتكارها، وكذلك في رفض اقتسام المغانم والمكاسب واستثمارها. وكان خطاب التحرير في بنت جبيل واضحاً في الدعوة إلى التوظيف والاستثمار والاستغلال والتبني، إلخ... وأيّاً تكن الدوافع، المهم ألّا يُسلَّم بمنطق الاحتكار والحصرية، إلا أن في لبنان من أبى، ولا يزال، أن يعمل ضمن المعادلة الجديدة، متكلاً على معادلات دولية مفترضة، ومتأمّلاً منها، أمل العطِش في الارتواء من قاحل. ذلك أن المعادلات الدولية جاءت على شكل أزمات داخلية متفجرة، تُوّجت بزلزال اغتيال رفيق الحريري، والخط البياني لتداعيات العناية الدولية، من قبل ومن بعد، يشهد صعوداً متنامياً (متأزماً) أكثر منه هبوطاً متراخياً. صار الشيعة، بالمكونين الرئيسيين حزب الله وحركة أمل، أحد أقطاب رحى الأزمة، وأضحت عملية «اختراقهم» مع الوقت مهمة أساسية لدى الخصوم. وتفترض عملية الاختراق هذه إحداث ثُغَر في جدار التماسك، التي يفترض مفتعلوها (لو وُفقوا) أنها قد تؤدي إلى بداية تصدع، يساعد على كسر الاحتكار، متجاهلين أنه احتكار غير مدعى من الطرفين الأساسيين داخل الطائفة الشيعية، إنما فرضته عوامل عدة، داخلية نفسية وخارجية سياسية، ولعل أبرزها فعل المقاومة وإنجازاتها الميدانية. لذا، إن محاولات الاختراق تحولت مع الوقت إلى مجرد أخذ «خزعة»، إلا أنها لم تكن لتفيد في التشخيص، فضلاً عن أنها لم تؤد دوراً يُذكر في الإجراءات والقرارات، ولم تستطع رغم كل شيء إلى ذلك سبيلاً. وليس كسر الاحتكار وحاجز الصمت والخروج على السائد ورفض منطق التسويات، كل هذا ليس بعيب ولا حرام، لا في السياسة ولا في الأخلاق ولا في رصّ الصفوف، إنما المشكلة كانت ولا تزال تكمن في انسجام أصحاب هذه المحاولات مع أعداء ما تجتمع عليه الثنائية الشيعية، ومع مناوئي هذا الاجتماع الاجتماعي والسياسي والثقافي، بنسب متفاوتة بين هذه العناوين.
يردّ مشجعو هذا الاختراق ومريدوه أسباب الإخفاق إلى جميع الأسباب المفترضة: من الشمولية داخل الطائفة، إلى انخطافها، إلى قمع المنتمين إليها، إلى النفعية، إلى «مدن الخوف والمخدرات والسلاح»، وفق تعبير أحد علماء المعارضة الشيعية... إلا أن يكون سبب الإخفاق هو سوء التقدير والحسابات الخاطئة. من هنا صرنا نسمع ونقرأ خطاباً إعلامياً وسياسياً وحتى ثقافياً، يتوجه إلى أبناء الطائفة بلغة الوصي الحريص على مصلحة من يقلّون عنه خبرة ودراية ورشداً، ويفوقهم هو إمكانات عملية وعلمية وتجارب وإنجازات. آلاف المقالات والتقارير والتحقيقات الإعلامية، والأفلام الوثائقية... وكلها تشرح لمتلقٍّ متلهف، عن الطائفة العثرة في وجه المشروع الحلم، الذي رامت تحقيقه «ثورة الأرز» يوماً. حتى بعد أن تفرق العشاق، ووصلت الثورة مرحلة الخرف السياسي (هل يُعقل أن يدعي أقطاب 14 آذار أنهم ملهمو الشارع العربي!)، والشيخوخة التنظيمية والشعبية، لا يزال الإصرار كبيراً على تطعيم كل محفل، وكل منبر إعلامي، وكل مناسبة، بوجه شيعي معارض، يتولى «الزكزكة» لقطبي الشيعة، يحاول إقناع نفسه والآخرين، بأنه «حبة نظيفة» نجت من الطحن، وتمردت على غسل الدماغ والبوتقة والقولبة والشمولية وما إلى ذلك من آفات ضربت الطائفة، وإذا ما طُرح السؤال عن النقطة المضيئة «الوحيدة»، المقاومة، سيردح القوم بما يُفهم منه أنهم رواد المقاومة والسابقون إلى الفضل.
وقد يقول قائل، وقد قال حقاً: إن المعارضة للثنائية الشيعية الحالية، ليست كلها مندرجة تحت التصنيف أعلاه؛ إذ إن هناك أصحاب قناعات، غير مغرضين ولا مرتبطين بسفارات ولا بقصور ولا حتى بشبابيك محاسبة. مخلصون أوفياء للمقاومة، غير متنكرين لأبناء بيئتهم، ولأبناء وطنهم، فلا يزدرون بهؤلاء ليتملقوا أولئك، ولا يتعصبون ضد أولئك منحازين خبط عمياء لهؤلاء. ينتمي إلى هذا الصنف من ممارسي العمل السياسي والوطني، كفاءات علمية وأكاديميون وأبناء حوزات دينية ومتعاطو شأن عام وأصحاب مهن حرة وعمال وكادحون ومنتسبو أحزاب وطنية ومستقلون غير منتمين، وهؤلاء لا يجدون أنفسهم قادرين على الانسجام في الثنائية الشيعية، «الضرورية» لوحدة الطائفة وقوة المقاومة، إلا أنها «مضرة» (استُخدم المزدوجان؛ لأن الضرورة والضرر موضع نقاش دائم) بالتعددية وتكافؤ الفرص والتنافس الطبيعي السلس. وعدم الانسجام أحياناً منطلق من موقف من أحد الطرفين، أو منهما مجتمعين، أو من اجتماعهما على بعض العناوين، دون الجوهرية منها، ولا سيما عنوان المقاومة. تحتاج المقاومة إلى المؤمنين بها ألّا يحرموها ميزة التصويب والنصح، لكي لا يتركوا الفضاء رحباً أمام المغرضين، وهم كثر، وقد أساؤوا إلى المقاومة، وأكثر إلى المؤمنين بها، حين كبلتهم كمية الحقد المبثوث في الإعلام، وحرمتهم الفرصة، على الكتابة والنقد والتصويب، في حين أنّ القدرة متوافرة لذلك. وكان من نشاط هؤلاء المغرضين تداعيات سيئة على أكثر من صعيد:
أولاً، أضروا بالحقيقة، فما يوردونه في تحليلاتهم وتحقيقاتهم ومختلف المادة الإعلامية التي يقدمونها، مبني عادة على وقائع، إنما تُقدَّم بألف صورة وصورة مغايرة ومضخمة و«مبهّرة»، فلا تتوخى في العمل الإعلامي والصحافي أبسط مقوماته. فهل يُعقل مثلاً أن يبني كاتب مقاله تحت عنوان «شبيحة الجنوب» (وهو بالمناسبة سخّر الصحيفة التي يكتب فيها تقريباً وحيداً وسط خليط من الإعلانات والمنوعات، للنيل من المقاومة وحزبها)، على اتصال هاتفي، ورده من أحد الأطراف المتضررة، ليدلّ على نتيجة يرجوها هو، ويفترضها هو، ويريد أن يقنع الآخرين بها، هي أن شباب حزب الله يعتدون على الناس بقوة السلاح، ثم يتبين أن جرحى الإشكال من شباب الحزب نفسه. ثم إنّ من ينعت شباب المقاومة بالشبيحة، كيف له أن يقنع أحداً بأنه منصف يبحث عن الحقيقة، وأنه طالب حرية، ويكتب بما يمليه عليه الضمير، لا رنين الذهب؟
ثانياً، ينطلقون من «طوباوية» خصمهم؛ إذ إنهم يستفيدون من الهالة التي أُحيط بها شباب المقاومة، شباب حزب الله، أهلهم، جمهورهم؛ إذ إنهم بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها أبناؤهم ضد العدو الصهيوني، والخطاب الإسلامي الرصين – عموماً – الذي يقدمه كوادرهم وعلماؤهم، فكيف يمكن أن تنتشر بينهم آفات تصيب مختلف فئات الشعب، بدءاً من الاختراق الأمني، وصولاً إلى تعاطي المخدرات والاتجار بها وبالسلاح، أو مثلاً حدوث مشاكل مع شباب حزبيين في القرى والأحياء، تظهر للمراقب أن بعض هؤلاء الشباب قد يتصرفون برعونة هنا، أو خروجاً عن أوامر رؤسائهم هناك. فتجد ذاك الأستاذ الجامعي، المناضل والمفكر وعالم الاجتماع، يفتتح أحد صباحاته على «الفايسبوك» بعبارة : «صباح الكبتاغون»... إذا أردنا أن نضع أنفسنا محل صاحب هذا الكلام، وحللنا الأمر اجتماعياً (ولندع التحليل النفسي لمحله)، لوجدنا أن دافعه هو روح المنافسة، ولكنها شذت عن المحاولة الشريفة شوطاً بعيداً، لأنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية ويدعي التصاقه بمنابع عقائدها الأصيلة، وبالتالي فهو يريد أن يكرس في أذهان من يتابعه أو يستمع إليه أن من تصفونهم بأشرف الناس، ما هم إلا بشرٌ مثلنا، هذا بحسن الظن به، أما غير ذلك فهو يريد أن يدعي شذوذ حالة حزب الله عن الواقع الشيعي الذي يمثله «جنابه» حصراً، ومن يوافقه الرأي.
ثالثاً، ينسجم هؤلاء الكتبة والناشطون المدنيون والحزبيون السابقون، مع الحملة التي يشنها العدو على حزب الله، لا بل إنهم يزايدون على العدو نفسه، الذي ربما بلغ من خلال حملاتهم مبتغاه، للنيل إعلامياً من المقاومة. وقد خصصت وزارة الخارجية الصهيونية على موقعها على الإنترنت، جانباً لمقالات من الصحافة العربية من هذا النوع. وهل من المعقول أن تتناقل الصحافة جزءاً من كتاب لأكاديمي لبناني، كان عضواً في حزب الله، يروي فيه هذا الأخير تفاصيل مدعاة عن جلسة لشورى حزب الله، خصص حيزاً كبيراً منها لمناقشة التداعيات الخطيرة لكتابه عن تجربته الحزبية، ولو وقف الأمر عند المناقشة لكان الأمر عادياً ربما، ولكن المجتمعين كادوا يختلفون نتيجة إصرار بعضهم على فكرة التصفية الجسدية لهذا الأكاديمي «المنشق»، حتى يكون «عبرة لغيره».
خلاصة القول: لا يرفض مجتمع المقاومة كل رأي آخر، إلا لأن أكثر الآخرين ينطلقون من النيل من النقاط المضيئة في سمائه، وحين يتناولون الحالات الشاذة والخطيرة في ظهرانيه، إنما يتوخون من ذلك النيل منه، وتنميطه بأسوأ ما فيه. وهو مجتمع حكماً لا يخلو من كل سيئ يمكن أن يخطر على بال أحد، شأنه شأن باقي مكونات الوطن، ولكن علام يُتعامل مع مشاكله مجهرياً، وأيضاً تُعرض مشاكله من زاوية التشهير والتجريح وتسجيل النقاط والخروق، فهذا التعامل اللاسوي، ولّد تقوقعاً ما رافضاً أي رأي آخر، ناظراً إليه نظرة ريبة وشعور بالمؤامرة، الأمر الذي أضعف محاولات النقد المنصفة، ووضع أصحابها موضع الاتهام والتآمر. فكيف لغير المنصف أن يتوقع الإنصاف.
لقد فرح المفترون وما أنصفوا أنفسهم، ولا أبناء بيئتهم، ولا الحقيقة ولا محاولات التغيير.

منهال الأمين، الأخبار، الجمعة ٣ أيار ٢٠١٣

Wednesday, May 1, 2013

اللبناني وقصر النظر



من ضمن شبكة المشاكل العديدة المتجذرة في مجتمعنا اللبناني، تتقدم مشكلة قصر النظر الى الواجهة الاجتماعية، بدعم من قريبتها الحميمة التعصب، وذلك بخطوات ثابتة لترسم طريق الفتنة القادمة لامحالة.
هذا لا يعني أن الفتنة غير موجودة، ولكن القول ليس مثل الفعل، بالرغم من كون الاول مقدمة للثاني.
الأول يذكر بعضنا بأيام قاسية عشناها خلال الحرب الأهلية، بينما الثاني يشكل هدفاً للبعض الذي لم يعش تلك الأيام وقساوتها.

اللبنانيون لا ينظرون ابعد من واقعهم، وهذه حقيقة واضحة لقلة منهم.
اللبنانيون لا يربطون واقعهم بتاريخهم ليستنبطوا العبر، ولا يربطون واقعهم بمستقبلهم ليتفادوا المأسي.
الاحداث الجارية حالياً بمحدوديتها الزمنية هي ما تحدد هوية اللبناني حالياً، ونقطة على السطر.
والأحداث الجارية هي من يحددها الزعيم او القائد المفدى، ونقطة على ثاني سطر.
وسياسة الزعيم او القائد المفدى تحددها تبعيته للخارج، ونقطة على ثالث سطر.
بالتالي فإن الخارج العربي والغير عربي يحدد دور الزعيم المحلي الذي يحدد بدوره هوية اللبناني التابع له. وانتهت أول فقرة في رواية حياة اللبناني اليومية.

لكن للفقرة هوامش تفسيرية:
اللبنانيون يعبدون قادة احزابهم وتياراتهم شاؤا ام أبوا.
والارتباط بميثاق حزبي هو من النوادر، فالقائد هو الحزب والحزب هو القائد.
الميثاق والنظام الداخلي هي إضافات تجميلية للطاعة العمياء.
وبما أن القائد هو انسان غير معصوم من الخطأ حسب الطبيعة الانسانية، فمن الطبيعي أن يخطئ.
لكن خطأ القائد، المستحيل بنظر عباده كونه الرب الأرضي، يحدد هوية عباده اللبنانية.
فالعباد تدفع ثمن خطأ القائد أو الرب الأرضي... وليس فقط عليها ان تدفع!!! بل عليها ان تبرر حكمة القائد وبعد نظره... مع ان بعد نظره في واقعنا لا يتخطى المصلحة الشخصية...
وهل تظنون أن الدفع ينتهي هنا؟؟؟ كلا!!! لأنه لا بد للعباد ان يبرروا أيضاً حكمة رب أعلى.. أي الخارج... مع ان حكمته في واقعنا لا تتخطى المصالح الاقليمية وتوفر الغاز والنفط...

ونعود الى واقعنا... لنفسر الفقرة وهوامشها التفسيرية...
نعم وللأسف!!! في رواية حياة اللبناني اليومية لا بد من تفسير الهوامش لأن الرواية جداً معقدة للقارئ.
اللبنانيون يتبعون ساستهم بالروح والدم، وساستهم يسوقونهم للفتنة بأمر الخارج، أبوا ام نكروا.
اللبنانيون قادرون علي تغيير شعارات واقعهم بسرعة رهيبة تبعاً لأهواء الرب وأربابه.
اللبنانيون يدافعون بشراسة عن الواقع المفروض ولا يتفكرون في المستقبل بقصر نظر واضح.

ولتوضيح الاشكالية المطروحة، لنأخذ بعض الأمثلةً من الواقع مع قصر النظر المرافق:
الولايات المتحدة الأميركية صديقة حميمة...مع أن كل أصدقائها السابقين أعدموا أو سجنوا أو حبسوا.
الصراع العربي الاسرائيلي صار عربي ايراني وبالتالي سني شيعي... مع ان الصراع الطائفي العربي يخفف العبء عن إسرائيل
الانقسام الطائفي يتحول الى دويلات طائفية... مع ان تفتت الدول العربية يسهل عملية القضم والتوسع لإسرائيل
الخط التكفيري يقضي على الوجود المسيحي في الشرق.... مع ان رحيل المسيحيين يشكل الحلم الصهيوني الديني لإسرائيل 
اسرائيل أقل خطر من بعض العرب وبالتالي يمكن التحالف معها... مع أن العدو هنا صار العربي الآخر وبطيخ يكسر بعضوا (راجع قصور النظر السابقة وهداياها لإسرائيل)
فلسطين سقطت عمداً غير سهواً من القاموس العربي... مع ان سقوط فلسطين سيتبعه سقوط ثاني وثالث و....
السلام مع اسرائيل واقع لا محالة والتطبيع التجاري لا بد منه... مع ان اللوبي الصهيوني بمصارفه واعماله يسيطر ويتحكم بالقرار السياسي في الولايات المتحدة الأميركية
إمارات وممالك الخليج تدعم الثورات وحركات التحرر العربية... مع أن شعوبها مدعوسة و كل الشعوب التي ((تحررت)) اصبحت ضمن القبضة الاقتصادية والسياسية لهذه الإمارات والممالك

ألا يكفي واقع واحد من ما ذكرت لتشتعل النخوة العربية؟؟؟؟؟ مثل أيام عبد الناصر!!! يوم كان العدو واضح المعالم!!!
لماذا أصبحت النخوة العربية مرتبطة فقط بعذرية الفتاة (وليس الرجل) وزواريب السياسة الداخلية؟؟؟

فالواقع اذاً في واد عميق ومظلم ... واللبنانيون بقصر نظرهم لا يكفون عن الدوران في حلقات مفرغة في هذا الوادي... الا من رحم ربي ورفع نظره عالياً ليخرج من قوقعته ويترك إلاهه الأرضي وعباده في الواد... يخرج إنساناً حراً يبحث عن الحقيقة وينادي بالحق بمعزل عن قائله....

فالعبد هو من يتٌبع الشخص... والحر هو من يتٌبع الفكرة   
    

Saturday, April 13, 2013

ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية


في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية... بقولو تنذكر وما تنعاد!!!!
ايه لأ تؤبروني!!!!
تنذكر وما تنعاد للجيل يلي عاشها وشاف ويلاتها وعانى منها هريبة وقصف وموت وبهدلة... هيدا جيل ما بدو يرجع يعيشها...
تنذكر وما تنعاد للجيل يلي ما عاشها بس بعدو عم يعاني منها ومن أمراء الحرب وسياساتهم الطائفية... هيدا جيل ما بدو يعيشها
بس الجيل يلي عاشها ونبسط فيها وبدو يرجع يعيشها!!!!
والجيل يلي ما عاشها بس محمس لإلها وبدو يعيشها!!!!!
الله لا يردكن وانشالله اول ناس بموتو هن عيلكن واهلكن يا بقر
(عفواً من البقر) بس حتى تحسوا بوجعها...
ايه وجهنم وبئس المصير عليكن كلكن...

Thursday, March 7, 2013

آراء جنسية مخصصة لقصيري العضو الدماغي



ما زالت المومس القطرية تبهر عقول الزعماء العرب ببريق صدرها الذهبي
وترويهم الذل والمهانة في تقبيل رجليها الماسيتين
وتعمي بصيرتهم بايحاءات جسدها الحريري
يا أمة النعاج كما لقبتكم راعية العهر مشيختكم
ما هي الا لذة كاذبة ومتعة زائفة تلك التي تلهفون ورائها
فصرير الدنانير ما هو الا صوت العفن الذي يخرج من مؤخرتها لأفواهكم الشرهة

Friday, January 25, 2013

دراسة عن الحجاب... لونه الطاغي... تأثره بالعولمة... أماكن انتشاره... واختلافه لدى الأديان... مسلمات... أم مسيحيات؟



 (في الأعلى) مسيحيات خلال جنازة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم في سورية الشهر الماضي، و(في الأسفل) مسلمة إيرانية خلال احتفال بذكرة الثورة الإيرانية العام الماضي

فيما يزيد عدد المحجبات المسلمات في الدول الإسلامية والعربية، فقد الحجاب شكله ولونه وحضوره على رأس المرأة الغربية في دول أوروبا وأميركا بفعل العولمة حسب دراسات مسيحية، إلا أنّه في السنوات الأخيرة وفق موقع «سكرول بليشينغ» المختص في الدراسات الدينية المسيحية، انضمّت آلاف المسيحيات من الكنائس والتجمّعات المستقلة إلى فئة من النساء المسيحيات اللاتي لا يزلن يرتدين غطاء الرأس في جميع الأوقات، وذلك في سعي لإحياء ممارسة ارتداء الحجاب في العصر الجديد، حتى بلغ الأمر بظهور مسيحيات بحجاب لا يمكن تمييزه عن الحجاب الإسلامي.
وحسب موقع جامعة «هارتفورد» هناك «توجّه اسرائيلي لتكثيف معارض الأزياء والموضة التي تهتمّ بأغطية الرأس للمسيحيات واليهوديات والمسلمات في الشرق الأوسط لوجود إقبال من نساء بمختلف الديانات على غطاء الرأس».
الحجاب بين المسلمات ليس جديداً ولكنّه حسب مواقع كـ «مصركرونيكولز» و«إسلام توداي» وغيرها من المواقع الإسلامية التي رصدت زيادة المقبلات من المسلمات على الحجاب الإسلامي ما ساعد على ازدهار تجارة تصميم وبيع اللباس الإسلامي للمسلمات الشابات وصغيرات السن.
ويبدو هذا التوجّه نحو اللباس الإسلامي النسائي خصوصاً الحجاب مؤشراً واضحاً على زيادة متفاوتة بين دول العالم الإسلامي على خيار اللباس الذي يرمز إلى الحياء والوقار والتدين خصوصاً في مصر ودول الخليج والمغرب العربي.
هذه الظاهرة التي تشير إلى اتساع ارتداء الحجاب في الدول العربية والإسلامية والتي حاربها إعلام الغرب مع مشاريع قوانين تمنع ظهور المتحجبات خصوصاً المنقبات في أماكن عامة، ترسل رسالة مهمة مفادها أنّ اختيار المرأة العربية لهذا اللباس ليس قسراً وبقوة الخطاب الديني أو الأسرة بقدر ما هو تعبير عن زيادة الحرية الفردية للمرأة بعد موجة التحرّر التي سادت الكثير من الدول العربية والإسلامية والتي أفرزت في جزء منها انتشار اللباس الديني كغطاء الرأس في دول مثل تونس ومصر والجزائر ودول الخليج.

ربما من الصعب أن تفرق بينهن..


امرأة تقرّر أن تلبس حجاباً أسود عادة ما يُشار إليها في العالم المعاصر بأنها تنتمي إلى الديانة الإسلامية، لكن في بعض مناطق العالم يكون التمييز صعباً بين مسيحية ومسلمة من خلال فقط الحجاب التي ترتديه، فتجد اللون الأسود نفسه والشكل نفسه ووضعيته على الرأس نفسها إلا بعض الفروقات التي لا يميّزها إلا مَن يدقّق كثيراً في تفصيلات اختلاف ثقافة حجاب المرأة من دولة إلى أخرى. فبعض الاختلافات قد تكمن في بعض اللمسات على الحجاب وشكله وطيه وضبطه على شكل الرأس وقد تدلّ زينة الحجاب وطريقة ارتدائه في بعض الأحيان على الانتماء إلى طائفة أو ديانة على الرغم من أن بعضهن يرتدين لحافاً كغطاء للرأس فقط وليس إشارة إلى الانتماء إلى طائفة أو ديانة معيّنة. لكن تتقلّص الفروقات بين لون وشكل الحجاب إلى حدِّ عدم التمييز بين امرأة مسيحية ومسلمة على سبيل المثال في مناطق سورية، فمن الوهلة يعتقد مَن يتأمّل فيهن أنّهن مسلمات من خلال النظر إلى طريقة لباسهن وشكل حجابهن، لكن في الأخير يتّضح أنهنّ مسيحيّات. فهل تطرق العولمة ثقافة ارتداء الحجاب بنية تقليص الفروقات بينها فيما يتمسّك البعض بأنّها ممارسة تعني الحفاظ على الهوية والمعتقد والعادات والتقاليد؟
بقيت بعض الاختلافات في الزيِّ الديني او الطائفي للمرأة مع اختلاف الأديان والمعتقدات وتستمرّ منذ القدم إلى اليوم. في المقابل هناك بعض التشابه من ناحية أخرى في شكل بعض الأوشحة النسائية أو بالحجاب الذي ترتديه بعض النساء في دول عربية على سبيل المثال. ففي الدول العربية يطغى اللون الأسود على حجاب المرأة المسلمة والمتديّنة، إلا أنّ هذا اللون كان سائداً كثيراً ومسيطراً على حجاب المرأة إلى فترة الثمانينيات حيث بدأت موضة الألوان تكتسح حتى الألبسة (الإسلامية) التي ترمز إلى طائفة أو عقيدة معينة، فصارت بعض النساء تخترن بعض الألوان الزاهية وهو منحى ساد كثيراً في تركيا على سبيل المثال.
لكن في دول الشرق الأوسط ودول الشام القديمة خصوصاً سورية، لبنان والأردن بالإضافة إلى فلسطين يضاف إليها أيضاً مصر ودول الخليج، لم يكتسح غزو الألوان حجاب المرأة إلا أخيراً وبشكل محدود مع بقاء اللون الأسود الطاغي على حجاب المرأة في هذه الدول.
لكن هل تأثرت المسيحيات في الدول العربية بشكل الحجاب الإسلامي ام هي مجرد صدفة؟
في مطلع القرن العشرين، كانت الأغطية المزخرفة من القرن التاسع عشر أفسحت الطريق إلى ظهور قبعات السيدات. حتى منتصف القرن العشرين، كانت النساء في أوروبا وأميركا يرتدين قبعة عادية أو وشاحاً في الأماكن العامة، لكن ذلك كان مجرد تقليد سرعان ما تدخّل فيه عالم الموضة بعد أن كان في الأصل السبب وراء ممارسة روحية. وحتى حوالي عام 1960، ارتدت المرأة الغربية القبعات عندما تكون في الكنيسة. ولكن شيئا فشيئاً فقدت القبعة هذا المقصد.
أما في الشرق الأوسط، فلا توجد إحصاءات دقيقة لعدد النساء المسيحيات، ولكن الأغلب أنّهن منتشرات بين لبنان والعراق وسورية وفلسطين ومن دون شك التمركز الرئيسي لهن في مصر مع بعض الحضور الطفيف في دول الخليج المقتصر على أقليات مسيحيّات من الوافدات العاملات. ويظهر حسب تقارير لـ«غلوبال ريسيرش» أنّ اكثر اندماج في العادات والتقليد بين المسيحيّين والمسلمين في دول مثل لبنان وسورية ثم مصر، وذلك لتاريخ تواجد المسيحيين والمسيحيات في هذه الدول حتى أصبح العديد من التقاليد في اللباس والأكل متقاربا جداً حتى تماهى في شكل الحجاب واللباس الديني لفئة من المسيحيات السوريات اللواتي ترتدين حجاباً أسود وغطاء رأس أسود من دون وجود اللون الأبيض الذي عادة ما يظهر في شكل اللباس الديني للراهبات.

الحجاب ... ظاهرة إسلامية


أظهرت دراسة اكاديمية لقسم الاجتماع والانتروبولوجيا لجامعة «كونكودرديا» في مونتريال بكندا قام بها الباحث هوما هودفار حول حجاب المرأة وتاريخه لدى العرب والغرب، أنّ «لباس الحجاب في التاريخ القديم أي قبل الإسلام ارتبط بعزلة المرأة اي المعتكفة ثم سميت بالراهبة وهذا المصطلح نشأ في الغرب والمجتمعات غير العربية. أول إشارة إلى الحجاب هي في النص الآشوري القانوني الذي يرجع تاريخه إلى قبل الثالث عشر قبل الميلاد، حيث كان لباساً يقتصر على النساء المحترمات. تاريخياً، في الغرب مَن تلبس الحجاب فهي تقبع في العزلة او في أماكن العبادة المغلقة، وكان الحجاب يوضع أيضاً كدلالة اجتماعية ولباس ترتديه نخبة في العهد القديم تحديداً في عصور ما قبل الإمبراطوريات اليونانية والرومانية وما قبل إيران وبيزنطة الإسلاميتين». وفي وقتٍ لاحق اعتمد المسلمون الحجاب، واليوم هناك اعتراف واسع من قبل المسلمين وغير المسلمين، إنّ الحجاب ظاهرة إسلامية». تقول الدراسة.

احترام الغرب للراهبات المحجّبات


نُشرت دراسة للكاتب محمد أصغر بعنوان «المرأة المسلمة والحجاب» على موقع «إسلام إن وتش» خلصت إلى أنَّ «العالم الغربي لا يجد أيّ مشكلة مع الراهبات المسيحيات اللواتي تغطين رؤوسهن بالحجاب، فلماذا ينبغي أن يشعر بالقلق من النساء المسلمات التي يرتدينه!» فهل يرى الغرب أنّ الحجاب ممارسة غربية مقتصرة على الراهبات المعزولات عن المجتمع ويرفض النساء اللاتي يظهرن بالحجاب علنا؟».

الموضة والحجاب في الغرب


كشفت دراسة نُشرت على موقع «سكرول بليشينغ» المختصّ في الدراسات الدينية المسيحية عنوانها «حجاب المرأة المسيحية عبر القرن العشرين»، كشفت أنّ «النساء المسيحيّات استمررن في الحفاظ على ممارسة ارتداء الحجاب عبر القرون خصوصاً القرنين التاسع عشر والعشرين. خلال القرن التاسع عشر، بدأ العديد من المسيحيّين في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بحجة أنّ النساء ذوات الشعر الطويل يحتجن لتغطية رؤوسهن. وقال آخرون إنّ النساء بحاجة فقط لارتداء غطاء عندما يكنّ في الكنيسة. تحوّلت نساء الطبقة الوسطى ومن طبقة الأثرياء من ارتداء الحجاب والقبعات المزخّرفة إلى لباس «البونيه» هو غطاء يميل أكثر إلى الشكل الرياضي اللاتي ترتديه لاعبات التنس، والآن بات جزء كبير من النساء الغربيات لا يرتدين غطاء على الرأس على الإطلاق. وأصبحت أكثر الأغطية في دول الغرب تخضع لصيحات الموضة فمنها من يرمز إلى الحياء أو الطاعة أو غايات أخرى».

عماد المرزوقي، تواصل اونلاين، الثلاثاء 22 كانون الثاني 2013




Friday, August 17, 2012

La Résistance libanaise, sert - elle la Paix ?


De toutes les polémiques dont la classe politique libanaise a le secret, celle qui concerne la Résistance et son armement, continue par médias interposés, d' alimenter des discussions sans jamais la régler.
Mettre autour d'une même table les protagonistes pour en débattre, dans le but de la résoudre, représente la façon la plus pragmatique pour y arriver. Pour autant à ce jour, tout reste à faire.
L’attitude, le comportement, les actions, le discours, le raisonnement concernant l'utilité et l’utilisation de l’armement du Hezbollah exprimés par son secrétaire général Sayyed Hassan NASRALLAH, notamment en date des 2 et 7/08/2012, paraissent cohérents, logiques, patriotiques et souverainistes.
Nous allons tenter de l’expliquer en revenant sur le fond du problème (les armes de la Résistance) et en envisageant les deux principales hypothèses qui le corroborent (remise ou non de cet armement à l’armée régulière libanaise).
- L’objet de la discorde : 
Les armes de la Résistance …  et la Résistance
Toute personne qui lutte contre une occupation illégitime de son territoire est un résistant. 
Ceci s'applique à elle, indépendamment de sa confession ou de sa communauté.
Au Liban, jusqu'à preuve du contraire, l'armée israélienne continue d' occuper illégalement des territoires libanais. Israël continue de se comporter comme l'ennemi du Liban.
Le Hezbollah est un parti politique libanais qui lutte contre l'occupation israélienne de ces territoires libanais. Il est donc un parti politique résistant avec sa propre organisation paramilitaire (objet de la discorde)
Les armes du Hezbollah font donc partie des armes de la Résistance libanaise qui lutte contre l'occupation israélienne.
Ces armes lui ont été offertes et sont régulièrement mises à jour, par la République islamique d’Iran, ceci depuis 1982, pourquoi ?
Pour à la fois, étendre son influence (gardiens de la révolution) et tenir tête à Tsahal, l’armée israélienne, par l’intermédiaire de leurs coreligionnaires libanais. Ceci au moment où, cette armée entreprenait son invasion du sud et au delà jusqu’à Beyrouth. La capitale libanaise dont elle a fait le blocus durant l’été de cette même année.
Le siège de Beyrouth avait abouti à l’expulsion, sous protection française, de l’OLP et de son chef charismatique (Yasser ARAFAT), vers Tunis.
Tsahal devait stationner au Liban durant de très longues années jusqu’à ce qu’elle soit forcée en Mai 2000, guidée par son pragmatisme implacable constatant l’inflation du nombre des pertes humaines dans ses rangs, perpétrées par la Résistance, à quitter, unilatéralement et sans conditions - ni aucun accord de paix -, la quasi totalité du territoire libanais (exception faite de Ghajjar, Kfarchouba et les fermes de Chebaa).
Quelques années plus tard, en Juillet 2006, à la faveur d’un enlèvement de soldats de Tsahal, stationnés à la frontière sud du Liban, Israël déclencha une attaque aérienne, maritime et terrestre de grande envergure contre le Liban, trente trois jours durant.
Attaque qui s’était soldée par l’échec de l'armée israélienne puisque aucun des objectifs qu'elle s'était fixée n'avait été atteint. Ceci l’a conduit à quitter unilatéralement le territoire libanais, non sans avoir détruit l’infrastructure d’une bonne partie du pays.
A ce jour, dixit les autorités israéliennes, le Hezbollah détiendrait un arsenal de guerre impressionnant dont la puissance de feu paraît être plus importante que jamais.
Cet arsenal devait être le sujet principal des discussions autour de la « table de dialogue » initiée en 2006 par le Président de la chambre (Nabih BERRY), interrompue et poursuivie depuis 2011 par le Président de la république (Michel SLEIMAN).
A ce jour, dixit le secrétaire général du Hezbollah, aucun débat n’a eu lieu autour de la « table du dialogue » concernant le rôle de cet armement, pourtant clairement exposé, par lui même, en Avril ou Mai 2006.
Nous allons répondre à deux des questions, en rapport avec cet armement, que tout citoyen libanais est en droit de se poser.
1 - Que se passerait-il si l’armement de la Résistance était remis à l’armée libanaise ?
D’aucuns diraient qu’Israël, ne se sentant plus menacée, n’attaquerait plus le Liban.
L'on dirait même que si les armes avaient été remises plus tôt, le Liban n'aurait probablement pas été attaqué en 2006.
Autrement dit, ce ne serait pas tant l’armement que les détenteurs de celui-ci, ou l’usage qu’ils en feraient, qui représente en fait la menace.
L’armée libanaise ne l’utilisera pas, ne faisant pas, raisonnablement, le poids face à son ennemi potentiel : l'armée israélienne.
Ou alors si elle devait l’utiliser contre Tsahal, le résultat ne laisserait personne perplexe.
Ainsi en pratique, le Liban aurait la paix et demeurerait ainsi soumis à la bonne volonté d’Israël, serait-ce pour un semblant de paix, pour faire la Paix ou pour faire la guerre.
Mais cette dernière éventualité ne serait plus d’actualité, puisqu’il suffirait à Tel-Aviv de hausser le ton pour que Beyrouth obtempère.
Comme jadis, nous compterions à nouveau sur la faiblesse militaire du Liban pour espérer éviter la guerre.
Pour rappel, les libanais n'ont pratiquement jamais été les seuls à vivre au Liban. 
En effet, dès 1948, l'afflux des réfugiés palestiniens sur son sol, à la faveur de la création de l’état d’Israël, changeait cette logique. 
Et les palestiniens du Liban, dés avant 1970, avaient « le droit » de s'attaquer à Israël.
Laissant présager les multiples ripostes en tout genre de la part de l’armée ennemie.
A l’intention des libanais qui ont connu la guerre du Liban de 1975, nous avions vécu les manquements de l'armée, résultante pour l'essentiel, des politiques qui la commandaient. 
Surtout dans le contexte régional particulier : Le Liban entouré par deux puissances régionales qui influençaient les courants politiqueslibanais en les divisant au moins en deux, ceci pour assouvir leurs besoins de conflits ... sur son compte.
En réagissant de la sorte, nous répondrions favorablement aux attentes des USA et d’Israël : Le Liban endossant le rôle pour lequel il avait étè créé.
Toute menace de sanction économique ou bancaire serait levée ... momentanément. 
Qui sait, peut-être même que les 60 ou 70 milliards de $ de dettes seraient effacés d’un seul coup.
Le Hezbollah serait désarmé et ne représenterait plus aucun danger pour Israël.
Il n’y aurait plus de Résistance.
Que faire alors de la présence massive des palestiniens des camps de réfugiés au Liban ?
Nous attendrions une solution qui nous serait imposée et qui stipulerait, en substance : de les naturaliser pour permettre leur établissement définitif au Liban.
Ainsi, le problème des réfugiés serait, lui aussi, résolu.
Car à ce jour, personne n’évoque sérieusement le retour de ces réfugiés en Palestine. 
Etant donné le peu d’enthousiasme dont ont fait preuve et continuent de le faire, à la fois les USA et Israël à résoudre, de la sorte, ce problème-là.
Toute autre solution ne serait pas réaliste, vu la politique poursuivie par Israël et suivi en cela par les USA et celle inconsistante sur ce sujet, suivie par les gouvernements libanais successifs et dictée également par les USA.

La question à se poser serait alors, voudrions-nous cela ?
A assister à la polémique toujours d’actualité mais datant de quelques années déjà, mettant en cause les armes du Hezbollah, l’on remarque cette consternante "philosophie" de la vie libanaise : 
- fataliste visant à admettre sa faiblesse, en espérant en tirer bénéfice, en se laissant dicter son comportement
 
- et corruptible en confiant, une fois de plus, le soin à nos politiciens, de faire avaler cette pilule amère à la population libanaise.
En agissant de la sorte, non seulement nous récolterions le déshonneur mais en plus très vite nous aurons la guerre. Le Liban endossant le rôle d'  "état tampon" qui depuis sa création, n'arréte pas d'absorber les chocs que ses voisins lui infligeaient.
Evitant ainsi de se les infliger directement.
2 - Que se passerait-il si l’armement de la Résistance n’était pas remis à l’armée libanaise ?
Même si le Liban devait récupérer la totalité de son territoire, les armes du Hezbollah ne seraient pas restituées à l’armée libanaise, pourquoi ?
A cause de la "stratégie de défense" ainsi que celle de "la libération",non plus seulement du territoire libanais en tant que tel mais de tous les territoires arabes. 
Ceci lors d’un règlement global du conflit israélo-arabe, dont celui israélo-palestinien.
Sayyed NASRALLAH a exposé la « stratégie gagnante libanaise et arabe » face à l’expansionnisme israélien rampant depuis plus de 60 ans, qui a infligé des pertes arabes itératives depuis 1948 à 1973, date à laquelle le Président égyptien de l’époque SADATE avait su surprendre les israéliens pendant quelques jours seulement. Ce qui lui avait valu d’être récompensé pour cela.
Tout affrontement entre Tsahal et n’importe quelle armée régulière arabe, c’est-à-dire avec une couverture aérienne conséquente, seule ou associée à d'autres armées réguliéres, se soldera pratiquement sûrement par un échec ; nous n’entrerons pas dans les détails mais l’histoire récente de la région nous l’a bien démontrée.
Nous ne nous étendrons pas, non plus, sur la cas de l’armée libanaise qui, malgré tout le respect que nous tous libanais lui devons, malgré son dévouement exemplaire, son professionnalisme et son courage forçant l’admiration, ne dispose pas et ne disposera pa, ni d'une force aérienne, ni de l’armement terrestre nécessaire, susceptibles de menacer, un tant soit peu, Tsahal.
Rappelons qu’il est toujours défendu à l'armée réguliére libanaise, de détenir quel qu’armement que ce soit pouvant directement menacer Israël (essentiellement l’aviation).
Il est vrai que l’absence physique de l’armée dans le Sud, résultat d’une décision politique, à postériori absurde, pendant des années, ne lui permettait pas de se confronter à la réalité du terrain.
Ceci étant, même si elle avait été présente pendant toutes les années de 1982 à aujourd’hui, rien ne pouvait raisonnablement la conduire à demander, ou à forcer Tsahal, à quitter le territoire libanais  - "château d’eau" vital, dont le besoin pour le Nord d'Israël n'est plus à démontrer -.
Autrement dit, la présence de la Résistance libanaise dans le Sud, dont la population est certes composée essentiellement de chiites, à côté des sunnites, druzes et chrétiens, vivant tout simplement là, est un élément majeur à prendre en considération. 
En plus de la présence du Hezbollah et de son armement, toujours plus adapté à la lutte, à la manière des guérillas, non structurée à la manière d’une armée régulière, capable de menacer Israël.
C’est bien le fait de menacer Israël qui est déterminant.
La démonstration en a été faite en 2000 mais aussi et surtout en 2006, lors des trente trois jours de la guerre d’Israël contre le Liban.
La force de frappe de la Résistance libanaise, n’importe où en Israël, devient une réalité. Ce qui représente un danger réel pour au moins deux à trois millions d’israéliens ainsi que pour I'état d'Israël.
Ce dernier est convaincu désormais, que la Résistance libanaise est capable de répondre, point par point, à n’importe quelle attaque de la part de son armée et ce d’une manière proportionnée.
Le potentiel de la terreur devient bilatéral, équilibrant les forces en présence, ce qui militairement pourrait signifier la désescalade : C’est la « dissuasion ».
Ce qui a été acquis, c’est cette force de frappe capable de tenir tête à Tsahal.  C’est cela qui est important.
Les ingrédients, pour tous les pays concernès directement par ce conflit et qui voudraient s'inspirer de l'exemple libanais:
Une armée idéalement forte (bien qu’au Liban on en soit loin) et une véritable Résistance avec sa population et son armement.
Il est clair que la République Islamique d'Iran, puissance régionale, continue à alimenter gracieusement le Hezbollah.
Nous pouvons en dire au moins autant d’Israël et de son donateur : Les  USA, puissance impériale incontestée.
Jusqu’à quand détenir cet arsenal ?
Dans la logique qui prévaut au Proche et Moyen-Orient depuis plus de trois générations, jusqu’à ce qu’il y ait une solution globale et juste du problème israélo-arabe dans son ensemble. Avec restitution des territoires palestiniens occupés depuis 1967, du Golan des syriens ainsi que de tous les territoires libanais, toujours sous contrôle israélien. En plus du retour de tous les réfugiés palestiniens ainsi que la résolution des problèmes annexes (notamment de l’eau pour Israël), pour que la solution soit viable et pérenne.
Au total
Equilibrer l'impact des forces de frappe des protagonistes, permettra le dialogue dans le but de résoudre des problèmes existentiels, si longtemps dèlaissés, et mènera à la table des discussions les arabes, la tête haute, avec des revendications, somme toute, légitimes et justes.
Il serait insensé de se débarrasser de cet armement au moment même où il devient signifiant et déterminant pour espérer une solution globale, pour résoudre l’ensemble des problèmes, intriqués les uns aux autreset englobant le problème palestinien.
Ces armes de la Résistance sont donc celles d’une véritable stratégie, qui vise non pas à détruire, mais à équilibrer les forces, justement pour éviter d'autres destructions.
Tant qu’Israël ne l’aura pas compris, nous ne serons pas à l’abri d’une ou de plusieurs déflagrations au Liban, fruits d'une surestimation de l'impact réel de ses forces, s'octroyant le droit, en fonction de ses besoins, de se lancer dans de telles mésaventures.
Israël et les USA commencent - ils à le comprendre ?
Aussi paradoxal que cela puisse paraître, la force de cette vision est là :
Les armes de la Résistance représentent en effet,les armes ... de la future Paix que personne n’ose imaginer, tellement elle paraît irréalisable ... et pourtant, en y réfléchissant de plus prés… si réaliste.

Dr Riad JREIGE 
Montpellier - France




Saturday, February 11, 2012

مقاطعة إسرائيل ومقاطعة إم.تي.في


تتمادى محطة «إم.تي.في.» في استفزاز قسم كبير من الشعب اللبناني (والعربي). تتمادى كثيراً. هي تتمرّس في التعامل مع الجمهور على أنه مناصر لجيش لحد، وما يحمله من عقائد وسياسات وأغراض. تتعامل المحطة مع المواضيع بمنطق طائفي، كأنّ كل الشعب في مسخ الوطن، لبنان، يوافق على سياساتها، باستثناء الرعاع الشيعة من أنصار حزب الله (وهذا هو منطق حزب الكتائب أيضاً وحتى عائلة الحريري. وكأنّ الشيعة في لبنان، أو حتى أنصار حزب الله من الطائفة، يشكّلون تفصيلاً صغيراً يسهل كنسه متى نُزع سلاح المقاومة في لبنان). لا يعني ذلك أنّه ليس للمحطة معجبون ومؤيّدون (ومؤيّدات): لا شك أنّ الخط الصهيوني الصريح للمحطة، زائد هوسها بنيل إعجاب الرجل الأبيض ـــــ أيّ رجل أبيض، ولو كان عابراً للسبيل ـــــ يتوافق مع توجّهات عدد لا بأس به من اللبنانيّين. إنّ استطلاعات رأي عام عربيّ وعالميّ في لبنان، تثبت أنّ هناك فئة تناصر إسرائيل، وأنّ نحو ربع اللبنانيّين مثلاً (وفق استطلاع أجري في 2004 من قبل الجامعة الأردنيّة) يعتبر أي عمل عسكري ضد قوّات الاحتلال الإسرائيلي عملاً «إرهابيّاً». كما أنّ حرب تموز كانت مثالاً على حقيقة بشعة: ليس كلّ اللبنانيّين متوافقين على دعم مقاومة إسرائيل. هناك فريق عريض من اللبنانيّين (هم الأكثرية عدديّاً من دون شكّ) ممن قاوم مقاومة إسرائيل منذ 1982 (هل هناك من ينسى أنّ جريدة «النهار» عارضت مقاومة إسرائيل منذ 1982 ـــــ إن لم يكن قبل ـــــ حتى الساعة، أي قبل سنوات من الانسحاب المُذلّ لجيش العدوّ في 2000). وهناك فريق ممن اعتبر نفسه متفرّجاً على مقاومة إسرائيل (كان الحزب التقدمي الاشتراكي متفرّجاً على مقاومة إسرائيل ولسنوات طوال قبل أن يعاديها).
ما يساعد «إم.تي.في.» في المضيّ في غيّها الصهيوني، علمها بأنّ فريق 14 آذار السياسي يتماشى مع توجّهاتها: تعلم «إم.تي.في.» أن كوندوليزا رايس في كتابها «ما من شرف أرفع» صرّحت بأنّ خطة السنيورة «النقاط السبع» في عدوان تمّوز، عكست المصالح الإسرائيليّة والأميركيّة في تلك الأيّام، وأنّ السنيورة (خلافاً لوزير الخارجيّة الفرنسي آنذاك) عارض وقفاً فوريّاً للنار. (وعبّرت رايس عن فخرها به ـــــ هذا الذي تشابهت خدماته للمخطّط الأميركي ـــــ الإسرائيلي مع خدمات أنطوان لحد). طبعاً، فضائح ويكيليكس نشرت نصائح قدّمها زعماء في لبنان للعدوّ أثناء عدوان تمّوز كي تزيد في وحشيّتها. هذا سياق جرأة المحطة في المجاهرة بمناصرة العدوّ.
«إم.تي.في.» ارتكبت أكثر من معصية في فترة قصيرة: أهانت الشعب الفلسطيني وبثّت شريطاً (كوميديّاً نظريّاً) يسخر من الخادمات ومن اغتصاب النساء ومن العمّال ومن الفقراء. نفترض أنّها تساهم في إضحاك من هم وراء «إم.تي.في.». لكنّ للمحطة مهمّة سياسية حازت من ورائها زيارة خاصّة من السفيرة الأميركيّة في لبنان، بهدف التشجيع وتربيت الكتف الذي تجيده الحكومة الأميركيّة. اختارت محطة «إم.تي.في.» أن تعتنق قضيّة تحدّي مقاطعة إسرائيل السارية منذ 1948 في معظم الدول العربيّة. في أوائل 1967، ربما بعد وصول دفعة أوليّة من حكومة إسرائيل لحزب الكتائب الذي كان يتلقّى منذ الخمسينيات نقوداً من العدوّ لدعم حملاته الانتخابيّة، وفق المصادر العبريّة، قدّم نوّاب حزب الكتائب «اللبنانيّة» مشروعاً في مجلس النوّاب اللبناني لوقف التزام لبنان بمقاطعة إسرائيل (وكانت المقاطعة آنذاك صارمة ومعمولاً بها في كل الدول العربيّة، وتسبّبت بخسارة عشرات المليارات من الدولارات للعدوّ، ما حفّز اللوبي الصهيوني في الثمانينيات على التحركّ فنجح في: 1) إصدار قوانين صارمة تجرّم أية شركة أميركيّة تحترم قوانين المقاطعة الصادرة عن الجامعة العربيّة. 2) حثّ الدول العربيّة بعد 1990 على إهمال المقاطعة وفتح أذرع المدن العربيّة أمام أعتى الشركات الصهيونيّة ـــــ يكفي للتدليل مشهد مقاهي «ستاربكس» المنتشرة في المدن العربيّة وهي عرضة للمقاطعة من قبل اليسار المؤيّد لقضيّة فلسطين في كل الدول الغربيّة). لم ينجح مشروع اقتراح حزب الكتائب آنذاك: لعلّ راعي الحزب في تل أبيب لم يبلغ أذياله في بيروت عن نيّته شنّ عدوان على عدد من الدول العربيّة، بعد أشهر فقط من أمر اليوم. لم يتجرّأ حزب الكتائب على فتح الموضوع في ما بعد، إلى أن أصبح تحالفه مع إسرائيل معلناً أثناء الحرب الأهليّة (قال نائب رئيس التحرير في «النهار»، نبيل بو منصف، هذا الأسبوع على محطة «الجديد» عن حزب الكتائب: «عم بيفكّروا مسيحيّاً كتير كتير منيح، وعلى مستوى وطني»).
لكن محطة «إم.تي.في.» تفرط في إهانة عقولنا، وفي تعمية الأمور لتمرير تطبيع مقصود مع العدوّ الإسرائيلي. للتوضيح: إنّ أنصار مقاطعة إسرائيل لا يؤمنون بالمقاطعة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين. بالتأكيد، لا. المقاطعة هي واحد من الروافد المتعدّدة التي تساهم في مقاومة احتلال إسرائيل. وللعلم، إنّ قطاعات هامّة في المجتمعات الغربيّة باتت منخرطة في مقاطعة إسرائيل (عدت لتوّي من جولة في جامعات بريطانيّة، ووجدت أنّ المقاطعة باتت، مثلاً، في اسكتلندا من المسلّمات إلى درجة أنّ إحدى أعضاء المجلس التمثيلي الطلابي في جامعة أدنبرة تعرّضت لعقوبة مسلكيّة بسبب قبولها دعوة لزيارة إسرائيل). وهذا مهم لأنّ الرجل الأبيض وأفعاله قدوة عند قطاع بأسره من الشعب اللبناني. تريد 14 آذار و«إم.تي.في.» منا وقف مقاطعة إسرائيل، فيما تنتشر حركة المقاطعة في أرجاء الكرة الأرضيّة، حتى في تلك الدول التي تؤيّد حكوماتها إسرائيل وعدوانها. والطريف أنّ 14 آذار تدعو (بخجل شديد) إلى نضال سلمي ضد إسرائيل، والمقاطعة الاقتصاديّة (وهي ليست بديلاً أبداً من المقاومة المسلّحة بل مكمّلة لها) وسيلة نضال سلمي وبديهيّة من حركات اللاعنف (أليسوا هم من جماعة اللاعنف ـــــ من أجل إراحة إسرائيل؟). يفضح ذلك الغرض الحقيقي لزمرة 14 آذار ومن يرعاهم في الأنظمة العربيّة: هم يرفعون شعارات النضال السلمي أو الحضاري ضد إسرائيل بعدم جديّة وخفّة، وبهدف تحقيق سلام فوري غير مشروط مع الدولة العبرية. هم يرفعون شعارات اللاعنف فقط من أجل تقويض دعائم مقاومة إسرائيل. هم لا يريدون نضالاً لاعنفياً: هم يبغون الاستسلام أمام إسرائيل على طريقة مجلس التعاون الخليجي.
لارا فابيان ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. هناك حركة سياسيّة مغرضة تهدف إلى ضرب شعارات وممارسة مقاطعة إسرائيل في بلادنا. وليس صدفة أن تنبري محطة «إم.تي.في.» كي تقود حملة التطبيع مع مناصري إسرائيل. وقد أقام جهاد المرّ (بصفاقة) دعوى ضد الرفيق سماح إدريس، وحملة نصرة مقاطعة إسرائيل، فقط لأنّهم مارسوا حقّهم في التعبير عن معارضتهم لدعوة مناصري إسرائيل إلى بلادنا. قد نضيف إنّ لميشال المرّ (الكبير) ولإلياس المرّ (الصغير) تاريخاً من خدمة المصالح الإسرائيليّة: ميشال المرّ عمل ونسّق مع العدوّ الإسرائيلي في ترتيب أمر تنصيب بشير الجميّل رئيساً للجمهوريّة في 1982 (ثم بات لصيقاً بأجهزة الاستخبارات السوريّة في لبنان التي تكرّمت عليه وعلى ابنه بوزارات حسّاسة). كما أن وثائق «ويكيليكس» كشفت في دور الياس المرّ ما لم يكن يعرفه كثيرون. هل تتنطح هذه العائلة للتقريب بين لبنان وإسرائيل؟ هل تحاول المحطّة فرض رؤية وديّة وودودة نحو العدوّ الإسرائيلي ومن يناصر جيشه الإرهابي؟ لا شكّ أنّ الغرض سياسيّ، أولاً وأخيراً، ولم يعد هذا الغرض مُستتراً.
يستقيم حب الحياة وحب الغناء من دون لارا فابيان. يستطيع الشباب اللبناني أن يرقص وأن يغنّي من دون أن يكحّل أعينه برؤية لارا فابيان (أو غيرها من الفنانين والفنانات المناصرين والمناصرات للكيان الغاصب) في لبنان. التحدّي والاستفزاز واضحان في الدعوة. والأمن العام اللبناني يتلهّى بشتّى الشؤون، وبالتضييق على العمّال والعاملات الفقيرات في لبنان، لكنّه يعطي تأشيرات الدخول ذات اليمين وذات اليسار وذات الصهيونيّة، إذا كان الزائر من دول أوروبيّة أو من أميركا (الدول نفسها التي تمارس شتّى أنواع التضييق على الزائرين العرب ـــــ واللبنانيّين بصورة خاصّة في كثير من الأحيان ـــــ لا تلقى في تعاطي الدولة اللبنانيّة مع مواطنيها إلا كل ترحاب وكل طأطأة أمام رجلهم الأبيض. والأميركي يحوز تأشيرة دخول بمجرّد دخوله إلى مطار بيروت، فيما يتعرّض اللبناني لسلسلة لا تتوقّف من الإهانات فقط أثناء تقديم طلب التأشيرة الذي يُرفض في غالب الأحيان). ومحطة «إم.تي.في.» قادت الحملة بالنيابة عن فابيان، بعدما قادت حملة دعوة «بلاسيبو». والمحطة لا تتحرّك بالنيابة عن نفسها فقط: هناك قطاع من اللبنانيّين الممثّل بوفرة في الإعلام اللبناني، الذي يريد إنهاء مقاطعة إسرائيل. هؤلاء يحبّون الحياة بوجود إسرائيل وممثّليها بينهم. لا نريد الإيحاء بأنّ تغلغل جواسيس العدوّ قد وصل إلى جسم الإعلام، مع أنّه ضعضع كل جوانب الحياة السياسيّة والاقتصاديّة والصناعيّة والعسكريّة في لبنان. لا، الإعلام منيع، وخصوصاً أنّ تمويله خليجي، ودول الخليج تريد أن تتصدّى لإسرائيل بعد أن تزيل إيران من الوجود وترمي أهلها في البحر.
محطة «إم.تي.في.» ردّت على حملة مقاطعة فابيان بالكذب. قالت إنّها تعرّضت لتهديد (هل بات تهديد أنصار العدوّ الإسرائيلي تهمة في مسخ الوطن لبنان؟ أم أن التهمة يجب أن تطال من يدافع عن أنصار العدوّ الإسرائيلي بيننا؟)، والتهديد لم يأت في الحقيقة، ولقد اجترّت فابيان كذبة اخترعها مناصروها في لبنان. كانت حملة المقاطعة واضحة في إصرارها على التزام لبنان بقوانين مقاطعة إسرائيل التي لم تقرّر الدولة اللبنانيّة العليّة بعد نبذها (لا يستبعد المرء أن يكون أحد أطراف الدولة، ربما رفيق الحريري، قد وعد الحكومة الأميركيّة بنبذ قوانين المقاطعة ضد إسرائيل، وخصوصاً أنّه كان يدفع دفعاً بلبنان للانخراط في منظمة التجارة العالميّة التي لا تسمح بمقاطعة إسرائيل). ومحطة «إم.تي.في.» ردّت عبر حملة دعائيّة صبيانيّة وغبيّة بالنيابة عن فابيان، واستنكاراً للحملة (السلميّة حتى الساعة). لكن قريحة «إم.تي.في.» وقريحة باقي وسائل الإعلام الصهيوني المتعدّد في لبنان تفتّقت عن عبارة «الإرهاب الفكري» أو «الإرهاب الثقافي» (عثرت جريدة «النهار» على ممثّل لـ«الإقليّات» بين كتّابها كي يتخصّص في التنديد بـ«الإرهاب الثقافي»). لا ندري من ساعدهم في سك العبارة: هي تذكّر بخطاب اللوبيات الصهيونيّة حول العالم. حتى أصحاب البرامج الفنيّة والاجتماعيّة في محطة «إم.تي.في.» تحدّثوا عن «الإرهاب الفكري» وواحد منهم (لديه برنامج يحظى بمشاهدة عائلته والجيران على أكثر تقدير) أفتى بأنّ الفن لا سياسة له. هكذا أفتى خبير الفن في المحطة. الفن لا سياسة له؟ هذا القول ينطوي على جهل مزدوج. الفن هو تعبير عن سياسة دوماً. إنّ البناء الغنائي في أي دولة هو جزء من البناء الحاكم. علي الديك هو جزء من البنية الحاكمة في دمشق، كما أنّ الكم المسرحي للأخوين رحباني ساهم في الترويج لأسطورة احتاجت إليها الدولة اللبنانيّة الفتيّة. إنّ كل فن هو تعبير عن مصالح سياسيّة واقتصاديّة معيّنة. تحتاج ظاهرة «روتانا» إلى أطروحات جامعيّة لفهم الدور التدميري والهدّام (على أكثر من صعيد) الذي لعبته الشركة في السياسة وفي الفن في العالم العربي. لكن مفهوم «صناعة الثقافة» عصيّ على فهم مقلّدي نمط بورجوازيّة الرجل الأبيض في «إم.تي.في.». عند هؤلاء، تكمن الحضارة في التقرّب وتلمّس البركة من الرجل الأبيض، وخصوصاً إذا كان صهيونيّاً متعصّباً. عند هؤلاء، تهب الثقافة والفن من الهواء وهي لا تؤثّر في السياسة لأن عالم الفن يقطن في كوكب مختلف عن كوكب الأرض.
أما الجانب الآخر من المنطق الجاهل في الزعم أن الفن لا سياسة له، فيكمن في حالات يكون فيها الفن واضحاً وصريحاً ومُجاهراً وصارخاً في مراميه السياسيّة. هناك فنّ يرفع الأعلام و«يرفّه» عن جنود الاحتلال ويكيل المديح لحكومات معيّنة. لارا فابيان لم تكن تخفي مقاصدها السياسيّة، والبحث على «يوتيوب» وفي الإنترنت يغني عن نقاش وعن جدال. إنّ الذين يقولون بـ«الإرهاب الفكري» يحتاجون إلى توضيح، فهو لا يعني إلا الإصرار على التعبير الصريح عن الرأي ومن دون هوادة أو مساومة. إن المجتمع الديموقراطي قائم على حق الجميع في التعبير والتعبير المضاد عن كل الآراء (من ضمن حدود ينصّ عليها القانون في كل الدولة، حيث تمنع أميركا مثلاً التعبير عن آراء مناصرة لمن تضعهم في صفّ الأعداء أو الإرهابيّين. سجنت الحكومة الأميركيّة رجلاً ذا أصول هنديّة فقط لأن خدمة «الكايبل» التي يملكها وزّعت بالجملة محطة «المنار»). إذا كانت مقاطعة فابيان واستنكار دعوتها إرهاباً فكريّاً، فإنّ «إم.تي.في.» لا تفهم معنى الإرهاب ولا معنى الفكر ـــــ وهذا مرجّح، وخصوصاً أن القيّمين على المحطة يعانون من ضعف مستشرٍ في اللغات ـــــ ليس العربيّة إلا واحدة منها.
وقد تكافل عدد من الكتاب في مطبوعات ومواقع سعودية وحريريّة للنيل من حملة المقاطعة. حازم الأمين كان حازماً وقاطعاً في جريدة الأمير خالد بن سلطان («الحياة»): قال إنّ المقاطعين ينتمون إلى منظومة قديمة بائدة. والأمين سبق له أن عبّر في موقع «ناو حريري» عن نظريّة جديدة له مفادها أنّ لبنان هو وحده الذي لا يزال ينتمي إلى «المنظومة الإقليميّة القديمة». الأمين لم يفصح عن تعريفاته ومعاييره: إذا كان لبنان هو الوحيد الذي ينتمي إلى «المنظومة الإقليميّة القديمة»، فهل هذا يعني أنّ السعوديّة والبحرين وعمان وقطر والكويت والأردن، على سبيل المثال، تنتمي إلى «المنظومة الإقليميّة الجديدة»؟ هل فاتتنا منظومة قطع الرؤوس مثلاً؟ وما هو عماد هذه المنظومة، إلإ إذا كان الأمين يعتبر أنّ الديموقراطيّة هي معيار المنظومة، وأنّ لبنان متخلّف عن ديموقراطيّة آل سعود. هذا احتمال. لكن لماذا تصبح حملة مقاطعة إسرائيل جزءاً من «منظومة قديمة»، وهي تذكّره بالدبّابات السوفياتيّة «الصدئة»؟ هل الرفاق في حملة المقاطعة (سماح إدريس وأسعد غصوب وغيرهم) هم من فريق الشيوعيّة الستالينيّة البكداشيّة ـــــ الحاويّة؟ على العكس، إنّ الستالينيّين (مثل كريم مرّوة الذي قال في مقابلة مع جريدة «الديار» في 15 آب 1999 إنّ حافظ الأسد وفيديل كاسترو هما الشخصيّتان «المميّزتان» اللتان أثّرتا به وفيه) هم في صفّ 14 آذار (الحزب الشيوعي اللبناني بعيد كليّاً بالمناسبة عن حملة المقاطعة، أي أنّ الناشطين والناشطات في حملة المقاطعة هم وهنّ من اليسار الجديد الذي لم يلتق يوماً بمبعوثين من ستالين). ويزيد الأمين من علمنا عبر إخبارنا بأنّ هناك «منظومة قيم جديدة». لكن لم يفدنا عن موقع هذه المنظومة: في الرياض؟ في باب التبّانة؟ في عمان؟ أم في البحرين؟
وكأن الأمين يصرّ على أن ندرك مراميه، فيحشر آموز عوز في القضيّة، ويبشّرنا بأنّ كتاباً له ينبئ بانتحار إسرائيل. لكن الأمين يُسرّ بنفسه عندما يروي أنّه وجد أدلّة قاطعة على أنّ هناك في حملة المقاطعة من قرأ لعوز، وهناك من استمع لفابيان. من المؤكّد أنّ الأمين اكتفى بالعناونين في قراءته عن حملة المقاطعة. لا يدري الأمين أنّ دعاة المقاطعة لا يقاطعون الاستماع إلى الأغاني على أنواعها، ولا يمانعون في قراءة كتب الأعداء، وهم في طليعة من يلتزم بمبدأ «اعرف عدوّك». لكن يفعلون ذلك من دون الإسهام ماليّاً في خزينة أجهزة الدعاية للعدوّ الصهيونيّ. نستطيع أن نقرأ كتب «أموس عوز» إما على الإنترنت، أو عبر استعارة كتاب من المكتبة. أما الترجمة العربيّة الرسميّة للكتاب، فهي تسهم في دعم داعمي الحروب الإسرائيليّة ومجازرها. المبدأ نفسه ينطبق على السيّدة فابيان. يستطيع من يتشوّق أو يتحرّق إلى رؤيتها والاستماع إليها ـــــ خصوصاً من يريد أن يُصاب بقشعريرة الحضارة الغربيّة ـــــ أن يبحر على الإنترنت، وأن يشاهدها على «يوتيوب» أو مواقع أخرى. لا حاجة لأن ندعوها إلى لبنان. لا حاجة البتّة، مع العلم بأنّ «إم.تي.في.» تمثّل فريقاً سياسياً لا يتورّع عن دعوة فابيان أو أي فنان صهيوني إو إسرائيلي، وهو لا يتورّع عن دعوة الجيش الإسرائيلي العدوّ لغزو لبنان. إنّ تصريحات الماريشال للّو المرّ ونصائحه وإرشاداته في «ويكيليكس» تمثّل الفريق الذي تنتمي إليه محطة «إم.تي.في.».

لكن الأمين يتصنّع الحياديّة: فقد وازى بين حملة المقاطعة والعنصريّة المفضوحة لمحطة «إم.تي.في.». وفات حركة معارضة حملة المقاطعة ممن ينظر إلى الولايات المتحدة كمرشد روحي ومادّي، أنّ هذه الأخيرة تمارس المقاطعة الاقتصاديّة والسياسيّة، أكثر من أي دولة في العالم. هي التي ابتكرت حصار الدول الخانق بصورة لم تُمارس من قبل: الحصار ضد كوبا تعتبره الولايات المتحدة ذروة الحضارة والدبلوماسيّة. لكن أميركا ـــــ مثل دعاتها في العالم العربي ـــــ تحاضر بضرورة تحريم مقاطعة إسرائيل، فيما تفرض أميركا عقوبات اقتصاديّة متنوّعة على أكثر من مئة دولة في العالم.
على أنصار إسرائيل بيننا ـــــ الذين واللواتي يتستّرن خلف رداء لورا فابيان و«بلاسيبو» ـــــ أن يدركوا أن هناك فئة في الشعب اللبناني، (وهي قد تكون أقليّة وقد تكون أكثريّة، لا يهم) لن تسمح بتسرّب الدعاية الإسرائيليّة إلى ثقافتنا، ولو جاءتنا بالرداء العربي أو حتى بكوفيّة مزيّفة. هؤلاء، لن يهادنوا في مقاطعة إسرائيل، فيما ينشط في الغرب نشطاء من غير العرب في حملة المقاطعة. يستطيع أنصار لارا فابيان بيننا أن يذهبوا إلى باريس لسماعها، أو للرحيل إلى فلسطين المحتلّة لسماعها برفقة أنطوان لحد. الإكثار من الكلام عن حريّة الرأي والتعبير لن يليّن من عزيمة المقاطعين. يستطيع جمهور «إم.تي.في.» أن يحب الحياة وأن يحبّ أنصار إسرائيل، لكن أن يتوقّعوا أنّ حريّة التعبير تسري عليهم فقط، فهذا مؤشّر على غربة في داخل مسخ الوطن. المقاطعة واجبة ومستمرّة، ضد إسرائيل، وضد «إم.تي.في». تتمادى المحطة في استفزاز مشاعر الكثير من اللبنانيّين والعرب والبشر. ومقاطعة المحطة باتت واجبة. أما إذا اعتبرت المحطة أنّ في ذلك «إرهابا فكريّاً»، فهذا شأنها. لكن «الإرهاب الفكري» هو أدنى وسائل النضال ضد إسرائيل وأعوانها بيننا.

أسعد أبو خليل، الأخبار، السبت 11 شباط 2012